المخرج يدرس النص الأدبي من جوانب متعددة بما يحمل في طياته من معاني اجتماعية، واقتصادية، وسياسية، ونفسية، وكذلك تراثية، وتاريخية.
ويتم تفكيك هذه الجوانب عبر ما تحمله الكلمة المكتوبة من مقاربات نسقية وبالتالي يكون التجميع عبر نسق يحتوي على دلالة رمزية علما أن الشخصية المسرحية ليست بريئة لأن كل ما في النص الدرامي مفتعل من طرف المؤلف ليمرر خطابا ورسالة عبر الشخصيات المكتوبة.
أعتبر أن التفكيك والتجميع لا يتما إلا عبر العثور على مفاتيح الشخصيات المسرحية أو الفعل الإنساني المفتعل داخل النص الدرامي وذلك دون احتواء الفكرة الأساسية للنص الدرامي، ويتأتى ذلك باستعمال أدوات هي من صميم حرفية الإخراج.
هذه الأدوات تكون لغة من لغات العرض الدرامي، وتختلف من مخرج إلى آخر، ولا أقول من مدرسة إخراجية إلى أخرى، بما أن الإبداع والفن عموما أعتبره متحركا ويتطور بتطور المجتمع وفق المقولة المشهورة "إذا أردت أن تعرف مدى تطور أي مجتمع فانظر إلى فنونه". لدى فالأدوات قد تملأ الفضاء بضخامتها، أو تكون بسيطة حسب التجارب الإبداعية. لكن يبقى الممثل الأداة التي لا يمكن مطلقا الاستغناء عنها، فبدونه لا يمكن أن تكون هناك فرجة، فمن خلاله كذلك ينساب ذلك الخيط الرفيع الذي يربط بين العرض الدرامي وبين الواقع الإنساني بآلامه، وأفراحه، وآماله، وكذلك تاريخه، بمعنى أن روح الممثل هي التي تسري في روح النص الدرامي؛ ولا أعني في هذا لسياق المفهوم الأرسطي للكاتارسيس (catharsis) أو التطهير.
يبقى إذا على عاتق المخرج أن يبحث عن لغة موازية للغة النص الدرامي والأحداث المفتعلة من طرف المؤلف، ولا يسقط أسيرا لسحر الكلمة الذي يبقى سحرا ظاهرا، بل يغوص في الكلمة بحثا عن البعد الإنساني –وهذا مرتبط ارتباطا عضويا بالعثور على المفاتيح التي ذكرت أعلاه-ولا يتأتى هذا إلا بالتفاعل الذي يكسر الحدود الإبداعية عبر الفضاء المفتوح. ففي الفضاء المفتوح كل شيء يتحرك بمعنى آخر كل ما في الفضاء فيه حياة تنبض بالفعل الإنساني، كالمناظر التي رغم جمودها فهي تتحرك بتغيير الإضاءة، والموسيقى وكل المكونات الموازية؛ علما أن المخرج يمكنه الاستغناء عن هذا المنظر الجامد، أو الموسيقى مثلا ولكن لا يمكن الاستغناء عن الممثل الذي يبقى هو المحرك الديناميكي للفعل الدرامي المفتعل فهو الطاقة الهائلة التي تفجر مكنون النص الدرامي عبر حركته وتعامله مع المناظر والموسيقى والإضاءة واللباس والملحق، وبالتالي يكون حلقة وصل حية بين الحدث الدرامي المفتعل وبين المشاهد الذي حضر وهو مستعد للمشاركة في اللعبة ولكن بشروط أهمها الصدق في الأداء ونسقية تأثيث الفضاء.
ختاما، المخرج هو مثل رئيس الجوقة الموسيقية عينها على الآلة والعين الأخرى تتبع حركات رئيس الجوقة، فكل حركة غير متناسقة قد تعصف بتناغم الجوقة الموسيقية. للمخرج علاقة بالنص الدرامي، والممثل، والطاقم التقني، وكذلك الطاقم الإداري، وحتى يفي العرض بشروط المشاهد، فعلى هذه المكونات أن تكون منسجمة كأنها عقد متماسك.
ويتم تفكيك هذه الجوانب عبر ما تحمله الكلمة المكتوبة من مقاربات نسقية وبالتالي يكون التجميع عبر نسق يحتوي على دلالة رمزية علما أن الشخصية المسرحية ليست بريئة لأن كل ما في النص الدرامي مفتعل من طرف المؤلف ليمرر خطابا ورسالة عبر الشخصيات المكتوبة.
أعتبر أن التفكيك والتجميع لا يتما إلا عبر العثور على مفاتيح الشخصيات المسرحية أو الفعل الإنساني المفتعل داخل النص الدرامي وذلك دون احتواء الفكرة الأساسية للنص الدرامي، ويتأتى ذلك باستعمال أدوات هي من صميم حرفية الإخراج.
هذه الأدوات تكون لغة من لغات العرض الدرامي، وتختلف من مخرج إلى آخر، ولا أقول من مدرسة إخراجية إلى أخرى، بما أن الإبداع والفن عموما أعتبره متحركا ويتطور بتطور المجتمع وفق المقولة المشهورة "إذا أردت أن تعرف مدى تطور أي مجتمع فانظر إلى فنونه". لدى فالأدوات قد تملأ الفضاء بضخامتها، أو تكون بسيطة حسب التجارب الإبداعية. لكن يبقى الممثل الأداة التي لا يمكن مطلقا الاستغناء عنها، فبدونه لا يمكن أن تكون هناك فرجة، فمن خلاله كذلك ينساب ذلك الخيط الرفيع الذي يربط بين العرض الدرامي وبين الواقع الإنساني بآلامه، وأفراحه، وآماله، وكذلك تاريخه، بمعنى أن روح الممثل هي التي تسري في روح النص الدرامي؛ ولا أعني في هذا لسياق المفهوم الأرسطي للكاتارسيس (catharsis) أو التطهير.
يبقى إذا على عاتق المخرج أن يبحث عن لغة موازية للغة النص الدرامي والأحداث المفتعلة من طرف المؤلف، ولا يسقط أسيرا لسحر الكلمة الذي يبقى سحرا ظاهرا، بل يغوص في الكلمة بحثا عن البعد الإنساني –وهذا مرتبط ارتباطا عضويا بالعثور على المفاتيح التي ذكرت أعلاه-ولا يتأتى هذا إلا بالتفاعل الذي يكسر الحدود الإبداعية عبر الفضاء المفتوح. ففي الفضاء المفتوح كل شيء يتحرك بمعنى آخر كل ما في الفضاء فيه حياة تنبض بالفعل الإنساني، كالمناظر التي رغم جمودها فهي تتحرك بتغيير الإضاءة، والموسيقى وكل المكونات الموازية؛ علما أن المخرج يمكنه الاستغناء عن هذا المنظر الجامد، أو الموسيقى مثلا ولكن لا يمكن الاستغناء عن الممثل الذي يبقى هو المحرك الديناميكي للفعل الدرامي المفتعل فهو الطاقة الهائلة التي تفجر مكنون النص الدرامي عبر حركته وتعامله مع المناظر والموسيقى والإضاءة واللباس والملحق، وبالتالي يكون حلقة وصل حية بين الحدث الدرامي المفتعل وبين المشاهد الذي حضر وهو مستعد للمشاركة في اللعبة ولكن بشروط أهمها الصدق في الأداء ونسقية تأثيث الفضاء.
ختاما، المخرج هو مثل رئيس الجوقة الموسيقية عينها على الآلة والعين الأخرى تتبع حركات رئيس الجوقة، فكل حركة غير متناسقة قد تعصف بتناغم الجوقة الموسيقية. للمخرج علاقة بالنص الدرامي، والممثل، والطاقم التقني، وكذلك الطاقم الإداري، وحتى يفي العرض بشروط المشاهد، فعلى هذه المكونات أن تكون منسجمة كأنها عقد متماسك.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire